حقيقة القرآن
صفحة 1 من اصل 1
حقيقة القرآن
حقيقة القرآن
(يَآ أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُم مِنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( (25)
كان القرآن روحاً وجسداً؛ وكان روح القرآن الهدى والنور والذكرى، وكان جسده الألفاظ والكتابات المدوّنة على أوراق المصحف أو الصوت الذي يردّده القارئ.
أما الوصول الى جسد القرآن فهو متاح للجميع، بمن فيهم من لا يؤمن بما أنزل الله بدءاً.
ولكن التوصل إلى روح القرآن وضيائه وهداه وذكراه التي أودع الرب العزيز الحكيم، و الى آفاق قول إمامنا الصادق عليه السلام: " لقد تجلى الله لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون" (26) إذا اُريدَ ذلك، فإن المسألة تختلف تماماً، إذ لابد من سمو الروح - روح الإنسان- لكي تقرأ وتعي روح القرآن فالروح الإنسانية يلزمها التزود بالبصيرة ووسيلة الاكتشاف.
فالله تبارك اسمه يصف كتابه الكريم بأنه نور وكتاب مبين؛ والنور لا ينفع إلا من له بصر، والكتاب لا يقرأه إلا العاقل. فإذا لم تكن للإنسان عين باصرة وعقل سليم، فإنه يعجز عن درك معاني القرآن وفهم محتواه.
ثم إن القرآن حقيقته كتاب، والكتاب يعني الشيء أو الأمر الثابت، وللقرآن ثوابت واضحة ومبينة، تبين الحقائق وتكشف خطوط الحياة وأصولها العامة.
" ثم يهدي به الله" أي يهدي الله بالقرآن، ولكن من هو المستعد لتقبل هذه الهداية؟
إنه (مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ( أي اندفع برغبة وحماس وعلم وراء كتاب الله. فقد ترى رجلاً يهدي الناس الطريق، فإنه لا يهتدي إلا من استمع له واتبعه. أما الذي يحجم عن إطاعته، فإنه يضيع فلا يهتدي. كذلك القرآن (يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهٍُ( فبحث عن رضوانه جل جلاله، وأراد أن يرضي ربه، وأن يرضى عنه ربه.
(إِلَى سُبُلَ السَّلاَمِ( فهداية الرب الجليل تنتهي إلى الطرق الآمنة، وتحقيق الأهداف السامية في الدنيا والآخرة.
فلعل أرقى أمنيات الإنسان السوي هي العيش ضمن حياة طيبة، وأن تكون له ذرية طيبة، وعاقبة طيبة في الآخرة. وهذه الأمنيات الشريفة السامية لا يمكن تصور تحقّقها دون السير في الطرق الآمنة، التي يقول القرآن عنها بانها (سُبُلَ السَّلاَمِ( أي طرق الله غير الملتوية.
ومن اتبع وقصد رضوان الرب، ضمن السير في الطرق النزيهة ، وكان حقاً على الله أن يخرجه من الظلمات إلى النور؛ الظلمات التي قد تتجسد بالأخلاق السيئة وبالظلم والانانية والعصبية وبالجهل والفساد، والنور هو نور الرحمة والإحسان والكرم.
فهل اطمأنت نفسك إلى هذا الوعد الإلهي المثير وصدّقت بما يريد القرآن لك من سعادة في الدنيا والآخرة؟ بل هل تخيلت -ولو للحظة واحدة- وجودك في أمة نقية من الاخلاق السيئة والظلم والانانية ، ملؤها النور والرحمة والكرامة؟!
واثق الخطى- مشرف قسم الصور
- رقم العضوية : 42
عدد المساهمات : 100
نقاط : 220
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى