ضيافة القرآن
صفحة 1 من اصل 1
ضيافة القرآن
ضيافة القرآن
إذا كنت في مكان مبارك أو ليلة مباركة، فلا تنسَ نصيبك من التوجه إلى القرآن الكريم والاستفادة منه فمائدة القرآن مائدة مباركة كريمة، وأنت ضيف عليها.
ولكن ثَمَّ أسئلة مهمة جداً تقفز إلى الأذهان، وهي : لماذا يقرا البعض من الناس كتاب الله، ولكن آياته لا تتجاوز حنجرته، وليس واقع أمره إلاّ كما يقول الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه" (52) إنه يقرا الكتاب، ولكنه محجوب عن آياته. بل ماذا نفعل لكي نصل إلى مستوى نتحدث فيه مع القرآن ويتحدث هو معنا، فنستنطقه فينطق بما فيه من آيات باهرات، فنعي بذلك حقيقة الحديث الشريف المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، حيث قال: "لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون" (53) وكيف نضم انفسنا إلى اولئك الذين يتلون القرآن حق تلاوته، ويعرفونه كما يعرفون أبنائهم؟
وبادئ بدء؛ علينا أن نعي أن الإنسان في بعض أو كثير من الأحيان يفقد مصادر التثقيف، كأن يفقد الكتاب، وقد يفقد من يوجهه من الصالحين المؤمنين ولكننا لا نفقد كتاب الله، فهو موجود وفي متناولنا غير أن أزمتنا الكبرى تكمن في كوننا بعيدين عنه، غير مستفيدين منه، وذلك لحجم الحجب التي تفصل بيننا وبينه.
فترى ما هي تلكم الحجب التي علينا اختراقها حتى نصل إلى نور القرآن الكريم؟
الحجاب الأول: الجهل ؛ فلعل المرء وبإيحاء من إيحاءات الشيطان أو النفس الأمارة بالسوء، أو بتوجيه خاطئ من أحدهم، يظن خطلاً بأن القرآن لم ينزل له ليستفيد منه، وأنه قد أُنزل للنبي صلى الله عليه وآله ومن عاصره، أو كونه قد أنزل للعلماء فقط. في حين أن القرآن قد أُنزل بلسان عربي مبين، ووجه خطابه للناس أجمعين. علماً أن نوعية الآيات يجب ان تُفهم وتدرك من قبل قارئها، فقد تكون متشابهة لا يتيسر تفسيرها لغير المتخصص، وإذ ذاك لا يسع القراء الآخرين سوى التسليم بها، او طلب سبر أغوارها من قبل العالمين بها. أما الآيات القرآنية المحكمة الواضحة، فبالإمكان الاستفادة منها حسب وعي قرائها.
الحجاب الثاني: الغرور والكبر لدى الإنسان؛ فمن يعتاد طريقة معينة يتولد فيه الإصرار على التمسك بها، في حين أن القرآن الكريم يدعو الإنسان إلى التطور والسمو بما يرضي الله .
من هنا يجدر بنا أن نسلّم لآيات الكتاب حينما نقرأها، وأن نعقد العزم على تغيير أنفسنا وفقها وألا نسمح للغرور والتكبر أن يخدعانا بأن التحديث والتغيير يعنيان فشل حياتنا السابقة، بل علينا أن نعرف أن الطريقة السابقة قد تكون طريقة خاطئة ومنحرفة، فلا يسعنا سوى الإسراع نحو التغيير وتحاشي الإصرار على الأخطاء، مهما كانت نوعيتها.
الحجاب الثالث: اللغة؛ فالقرآن الكريم ذو لغة خاصة به، لأنه كتاب الله، فهي لغة الخالق مع مخلوقه.
صحيح أن لغة القرآن هي اللغة العربية الواضحة، إلاّ أن على القارئ الراغب في التفسير وفهم الآيات أن يعمد إلى الآيات نفسها لتفسر بعضها بعضاً.
هذا من جهة ، ومن جهة اخرى عليه أن يسعى إلى اكتشاف إطار الآيات وموضوعها؛ بمعنى ضرورة السعي الى تجاوز الكلمات، والسعي لمعرفة المحتوى فمحاولة ربط الآيات المتتالية في هذه السورة أو تلك، تعتبر خطوة كبيرة تنتهي إلى توضيح المقصود الأول من الآيات بشكل عام.
الحجاب الرابع: الواقع؛ فالقرآن الكريم ينطق عن الواقع الذي يعيشه المرء، وهو كما الشمس تشرق كل يوم إشراقة جديدة وعلى واقع جديد، لذلك ينبغي له أن يحاول تطبيق الآيات القرآنية على حياته المحيطة به. وبالقرآن وحده يستطيع الإنسان أن يميز المؤمن من المنافق، والصديق من العدو، وهكذا تستمر محاولات تطبيق القرآن على الواقع الخارجي، وبذلك يتم رفع الحجب عن القلب والوصول الى معدن النور المضيء لمسيرة الحياة.
واثق الخطى- مشرف قسم الصور
- رقم العضوية : 42
عدد المساهمات : 100
نقاط : 220
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى