القرآن تفصيل لكل شئ
صفحة 1 من اصل 1
القرآن تفصيل لكل شئ
القرآن تفصيل لكل شيء
خلق الله تبارك وتعالى الكون وجعل فيه سنن وقوانين، فكان من طبيعة هذه السنن -وفق الإرادة الربانية- ان تتصل بأسماء الله الحسنى.
فقانون معاقبة الظالم والأخذ على يد الطغاة مرتبط باسم من أسماءه تعالى، وهو أنه قائم بالقسط، وأنه منتقم وجبار وعادل. أما قانون الإحسان إلى المحسنين. وأن الإنسان إذا ما عمل عملاً صالحاً فجزاؤه الإحسان، فإنه يرتبط أرتباطاً مباشراً برحمة الله وهو الرحمن الرحيم. وهكذا باقي السنن الأخرى في الحياة، كلها تتصل بأسماء الله الحسنى.
فإذا عرف المخلوق خالقه، وعرف أسماءه الحسنى، استطاع أن يعرف من خلالها سنن الله في الطبيعة والحياة، بمعنى أن قوانين الله جميعاً تجري ضمن حكمة بالغة ، وأن الإنسان كلما استطاع تطبيق هذه الحكمة، استطاع أن يتجنب مزالق الحياة وأن يتجاوز عقباتها، وهي ليست بالقليلة كما هو معروف.
إن ربنا سبحانه وتعالى أودع كتابه المجيد معرفته، ومعرفة أسماءه، ومعرفة سننه، ومعرفة البصائر التي ينبغي أن يسير وفقها الإنسان في حياته. فكلما قرأنا القرآن بدقة وإمعان وتدبّر، كلما استطعنا التعرف على الأصول العامة التي تسيّر الحياة.
إن في القرآن الكريم تفصيل كل شيء، لأن يحوي القواعد العامة للعقل والفهم وبصائر التفكير الأساسية. وهذا لا يعني أن في كتاب الله كل القضايا؛ ففي الآيات الكريمة ليس ثَمَّ قول يبين عدد ركعات الصلاة وأحكام شكوكها، أو غير ذلك من التفصيلات التي لا تمثل قانوناً عاماً للإنسان الفرد، أو البشرية جمعاء.
ولنضرب مثلاً قرآنياً على ما نذهب إليه من وجود الأصول العامة للحياة في كتاب الله. فقد جاء قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ( وذلك في معرض تبيين أحكام العلاقة بين الزوجين، حيث توضح الآية ضرورة أن تتسم هذه العلاقة بالتوازن والعدالة، وعليه ينبغي للزوج أن يعرف بأنه كلما يطالب زوجته بشيء، فإن للزوجة حق مقابل في مطالبته أيضاً. وتحت هذا القانون تنضوي جملة من الأحكام العديدة الجزئية الكفيلة بحفظ توازن العلاقة الزوجية، وضمان عدم تعرضها للمشاكل والمشاحنات التي غالباً ما تحدث عند الجهل بهذه القاعدة الذهبية المقدسة، أو في حالة عدم التسليم لها والعمل بها.
ثم يقول تعالى: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ( وهذا نصُّ واضح يعكس أصلاً عاماً يدعى بقيمومة الرجل في المحيط العائلي. ومن هذه العبارة يفهم الفقيه المتمرس جملة من الأحكام قد يتجاوز عددها العشرات بل المئات، وكلها تصب في إطار أن يفهم كلٌّ من الزوجين دوره في الأسرة، حيث لا يظلم الرجل المرأة، ولا تتهرب المرأة من طاعة الرجال، بل ثم تكافل وتضامن أُسري.
إن كلمات القرآن كلها قواعد وخطوط عامة، وبيان للسنن الحاكمة في الحياة. ولا يمكن معرفة الحياة دون معرفة السنن. ومعرفة السنن أمر متوقف على معرفة القرآن والتأمل بعقل ناصج في آياته الكريمة.
واثق الخطى- مشرف قسم الصور
- رقم العضوية : 42
عدد المساهمات : 100
نقاط : 220
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى