ومـضـة تـربـويـة ..!!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ومـضـة تـربـويـة ..!!
أيها الفاضل :
إقرأ معي هذا النص الأدبي بتدبر وتمعن لأنه كما أعتقد أصاب صميم الموضوع الذي يهمني ويهمك . .
قال عتبه بن أبي سفيان لمؤدب ولده : ( ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحك نفسك , فإن أعينهم معقودة بعينك , فالحسن عندهم ما استحسنت , والقبيح عندهم ما استقبحت , علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه , ولا تتركهم منه فيهجروه , ثم روهم من الشعر أعفه , ومن الحديث أشرفه , ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه , فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم , وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء , وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء ..)
هذا النص لم يخرج إلا من إنسان جرب التربية وخبرها فقال جوامع الكلم فيها وخلاصة التجربة وأثمن ما يعرف حتى يخرج أبناؤه كما يريد ويجمع فيهم ما يحب وإن أغلى ما لدى الانسان هم بنوه وإنه الانسان أحرص ما يكون عليهم وأحب للخير لهم ....!
عندما نرى إلى حديثه نرى انه قد تركز على ثلاثة محاور مهمة جدا في العملية التربوية ولن تقوم العملية التربوية إلا بهذه المحاور ولن تنجح إلا بالاهتمام بها . .
أولاها : حال المربي _ والمطلوب منه أن يكون قدوة لمن هم تحت يده وأن يروا منه ما يحسن أن يروه وما يجمل أن يتبعوه عليه لأن أعينهم معقودة بعينيه وفكرهم معلق بفكره فما رآه حسنا فإنه عندهم حسن وما رآه قبيحا فإنه عندهم قبيح وسيقدمون ما استطاعوا على متابعته في عمله وتبني رأيه وقوله , ولا بد أن يكون على حظ من العلم والصلاح وإلا فكيف سيصلح غيره وسيدلهم على الطريق الصحيح وهو بنفسه تائه لم يعرف الطريق الصحيح او عرفه ولم يسلكه :
هل يطلب الماء ممن يشتكي عطشا * * أو يطلب الثوب ممن جسمه عاري .!!
وكيف سيعطي الانسان وهو لم يأخذ وما ذا سيقدم فارغ اليدين لمثله ..!
وثانيها : حال المتربي _ والتي يجب مراعاتها ومراعات الفروق الفردية والعقلية بينها وما يحسن بهم أن يعرفوه وما يحسن بهم أن لا يعرفوه وعدم إملالهم وإضجارهم من شيء حتى ولو كان فاضلا لئلا يكرهوه والحذر من التغافل عنهم وترك الحبل على الغارب لهم لئلا يتعودوا على الخمول ويتركوا الجدية ويكونوا عالة على غيرهم ويصعب بعدئذ تغييرهم وتعديلهم وان لا يسارع في لومهم وتقريعهم على الأخطاء التي تصدر منهم حتى يستوثق من ذلك ويترجح لديه نجاح ذلك الأمر وإلا فإنه سيعود عليه بالضرر وسيؤدي إلى نزع الثقة منه من جانب المتربي نفسه .
وثالثها : مقتضى التربية _ بمعنى على ماذا يربيهم , وقد أوصاه ان يربيهم على حفظ القران وتدبر معانيه وأن يربيهم على مكارم الأخلاق ومحاسن الأمور وأن يبعدهم عن سفاسف الأمور ورديء الأخلاق ومكروه الصفات وأن يقوم ألسنتهم بالشعر والأدب بعد أن يعلمهم أصول دينهم ويربيهم على تطبيق ما تعلموه ..!
فهذه الثلاث هي ركائز التربية وأركانها , ولن تقوم التربية ولن تنجح إذا عدم أحدها وينبغي لكل من تصدر للتربية أن يعلم أن عمله شاق ودقيق فهو يتعامل مع العقول ومن أصعب الأعمال قيادة العقول كما قال أحد علماء النفس ( لأن أدير عشرين مصنعا أهون علي من ادارة عقل بشري )
وإن من أعظم الوجبات على كل من تصدر لذلك أن يحترم العقول التي امامه مهما كان عمرها ومهما كانت طرق تفكيرها وبدائيته ..!
إن العملية التربوية توجيه للعقول وغرس للمباديء وصناعة للأجيال فينبغي أن لا يلج فيها إلا رجل خبرها وعلم بحالها وتوفرت فيه شروطها حتى تخرج النتائج مرضية ونرى الأثر في أرض الواقع ..!
محبكم : أبو صالح $$
إقرأ معي هذا النص الأدبي بتدبر وتمعن لأنه كما أعتقد أصاب صميم الموضوع الذي يهمني ويهمك . .
قال عتبه بن أبي سفيان لمؤدب ولده : ( ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحك نفسك , فإن أعينهم معقودة بعينك , فالحسن عندهم ما استحسنت , والقبيح عندهم ما استقبحت , علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه , ولا تتركهم منه فيهجروه , ثم روهم من الشعر أعفه , ومن الحديث أشرفه , ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه , فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم , وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء , وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء ..)
هذا النص لم يخرج إلا من إنسان جرب التربية وخبرها فقال جوامع الكلم فيها وخلاصة التجربة وأثمن ما يعرف حتى يخرج أبناؤه كما يريد ويجمع فيهم ما يحب وإن أغلى ما لدى الانسان هم بنوه وإنه الانسان أحرص ما يكون عليهم وأحب للخير لهم ....!
عندما نرى إلى حديثه نرى انه قد تركز على ثلاثة محاور مهمة جدا في العملية التربوية ولن تقوم العملية التربوية إلا بهذه المحاور ولن تنجح إلا بالاهتمام بها . .
أولاها : حال المربي _ والمطلوب منه أن يكون قدوة لمن هم تحت يده وأن يروا منه ما يحسن أن يروه وما يجمل أن يتبعوه عليه لأن أعينهم معقودة بعينيه وفكرهم معلق بفكره فما رآه حسنا فإنه عندهم حسن وما رآه قبيحا فإنه عندهم قبيح وسيقدمون ما استطاعوا على متابعته في عمله وتبني رأيه وقوله , ولا بد أن يكون على حظ من العلم والصلاح وإلا فكيف سيصلح غيره وسيدلهم على الطريق الصحيح وهو بنفسه تائه لم يعرف الطريق الصحيح او عرفه ولم يسلكه :
هل يطلب الماء ممن يشتكي عطشا * * أو يطلب الثوب ممن جسمه عاري .!!
وكيف سيعطي الانسان وهو لم يأخذ وما ذا سيقدم فارغ اليدين لمثله ..!
وثانيها : حال المتربي _ والتي يجب مراعاتها ومراعات الفروق الفردية والعقلية بينها وما يحسن بهم أن يعرفوه وما يحسن بهم أن لا يعرفوه وعدم إملالهم وإضجارهم من شيء حتى ولو كان فاضلا لئلا يكرهوه والحذر من التغافل عنهم وترك الحبل على الغارب لهم لئلا يتعودوا على الخمول ويتركوا الجدية ويكونوا عالة على غيرهم ويصعب بعدئذ تغييرهم وتعديلهم وان لا يسارع في لومهم وتقريعهم على الأخطاء التي تصدر منهم حتى يستوثق من ذلك ويترجح لديه نجاح ذلك الأمر وإلا فإنه سيعود عليه بالضرر وسيؤدي إلى نزع الثقة منه من جانب المتربي نفسه .
وثالثها : مقتضى التربية _ بمعنى على ماذا يربيهم , وقد أوصاه ان يربيهم على حفظ القران وتدبر معانيه وأن يربيهم على مكارم الأخلاق ومحاسن الأمور وأن يبعدهم عن سفاسف الأمور ورديء الأخلاق ومكروه الصفات وأن يقوم ألسنتهم بالشعر والأدب بعد أن يعلمهم أصول دينهم ويربيهم على تطبيق ما تعلموه ..!
فهذه الثلاث هي ركائز التربية وأركانها , ولن تقوم التربية ولن تنجح إذا عدم أحدها وينبغي لكل من تصدر للتربية أن يعلم أن عمله شاق ودقيق فهو يتعامل مع العقول ومن أصعب الأعمال قيادة العقول كما قال أحد علماء النفس ( لأن أدير عشرين مصنعا أهون علي من ادارة عقل بشري )
وإن من أعظم الوجبات على كل من تصدر لذلك أن يحترم العقول التي امامه مهما كان عمرها ومهما كانت طرق تفكيرها وبدائيته ..!
إن العملية التربوية توجيه للعقول وغرس للمباديء وصناعة للأجيال فينبغي أن لا يلج فيها إلا رجل خبرها وعلم بحالها وتوفرت فيه شروطها حتى تخرج النتائج مرضية ونرى الأثر في أرض الواقع ..!
محبكم : أبو صالح $$
أبو صالح- مشرف قسم ميدان التربية
- رقم العضوية : 72
عدد المساهمات : 18
نقاط : 50
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 02/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى