تفسير سورة يس
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة يس
يقول الله تعالى يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ
بين يدي السورة
سورة يس سورة مكية، شأنها شأن السور المكية في الاهتمام بترسيخ العقيدة، وبيان أصول الدين وأركان الإيمان، وقد ركزت السورة على الأصول الثلاثة التوحيد، والوحي والرسالة، والبعث بعد الموت
واستُفتحت بالحديث عن الوحي والرسالة يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وخُتمت بالحديث عن الوحي والرسالة وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ
ثم ضربت مثل أصحاب القرية، ضربت هذا المثل للمؤمنين بالرسل ولمكذبيهم، ثم تحدثت عن التوحيد في قول مؤمن آل ياسين وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ
وركزت أيضًا على الحديث عن الألوهية، والعيْب على المشركين؛ لأنهم ألَّهوا غير الله، وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ
ثم ركزت على الأصل الثالث من أصول الدين، وهو البعث بعد الموت، وأطالت الحديث فيه، وذكرت دلائله وبراهينه، وخُتمت بالإنكار على الذين ينكرون البعث، ولفتت أنظارهم إلى دلائل قدرة الله على البعث
وقد تعلقت بسورة يس بدعٌ وشركيات
أما البدع فقد بُنِيَتْ على أحاديث ضعيفة، لا تصح عن النبي ، وهي قراءة سورة يس على الأموات ساعة الاحتضار، وعند الدفن، وبعد الدفن، وعند الزيارة وغير ذلك، وكل ذلك بُنِيَ على أحاديث لا تصح، منها اقرؤوا يس على موتاكم يس لما قُرئت له لكل شيء قلب، وقلب القرآن يس إلى غير ذلك مما لم يثبت عن النبي في فضائل سورة يس
أما الشركيات التي تعلقت بسورة يس؛ فأبرزها ما كان مشتهرًا قديمًا بعِدِّيَّةِ يس، وهي أن يقرؤوا يس بصفة لم تثبت عن النبي ، حيث إنهم يقرؤونها، ويرددون آيات معينة منها كذا مرة، ثم يقرؤون الدعاء المعروف بعِدِّيَّة يس، وفيه من الشرك ما فيه، ومنه قولهم
يا جيرة الحي أغيثوا فتًى
منكم، بكم يرجو بلوغ الأملا
وهذه استغاثة بالجن، واستعانة بالشياطين، وهذا شرك أكبر، لا يغفره الله سبحانه وتعالى
تفسير الآيات
قوله تعالى يس الياء والسين حرفان من الحروف المقطعة التي افتتح الله تبارك وتعالى بها سورًا من كتابه، وقد ذُكرت الياء في مطلع سورة مريم كهيعص ، وذُكرت السين في مطلع سورة النمل طس
فـ يس حرفان من الحروف المقطعة، والحرفان ليسا من أسماء النبي ؛ فقد قال رسول الله «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي، وَأَنَا الْحَاشِرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ» البخاري ، ومسلم
ولم يصح عنه أَنَّهُ ذكر من أسمائه يس، فـ يس و طه من الحروف المقطعة تساوي طس ؛ فكلها حروف مقطعة افتتح الله تعالى بها سورًا من كتابه، اختلف العلماء في المراد بها اختلافًا كثيرًا، والراجح والله أعلم بأسرار كلامه أَنَّ المراد بها هو الإشارة إلى أَنَّ هذا القرآن كلام رب العالمين، وليس كلام محمد كما زعموا، والدليل على ذلك أنه مؤلَّف من هذه الحروف التي يتألف منها كلام العرب، ومحمد واحد من جنسهم، فلو كان أتى بهذا القرآن من عنده فلن يعجزوا مجتمعين أن يأتوا بمثل ما جاء به محمد، فإذا عجزوا كان محمدٌ أعجز، وثبت بذلك أَنْ القرآن كلام الله رب العالمين نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ الشعراء
يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ قال بعض السلف ما أقسم الله على نبوة نبي من أنبيائه إلا محمد وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الفتح ، يؤكد هذا بالقسم
والقسم العظيم بـ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ الحكيم، أي ذي الحكمة، أو الناطق بالحكمة، وهو اسم فاعل، أو اسم مفعول أي محكم، وهو حكيم ومحكم، كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ هود
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ يا نبينا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، فلستَ بدعًا من الرسل، وإنما أنت واحد من جملتهم، كما قال له جل وعلا قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ الأحقاف
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ لا اعوجاج فيه
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ تنزيلَ بالنصب على أنها مصدر، يقال نزَّل يُنزِّل تنزيلاً، وبالرفع تنزيلُ على أنها خبر لمبتدأ، تقديره هو والقرآنِ الحكيمِ الذي هو تنزيلُ العزيز الرحيم سبحانه وتعالى
وجَمَع بين العزة والرحمة؛ فهو يدعو الناس إلى الإيمان بهذا القرآن، وبهذا الرسول الذي أنزل عليه القرآن، بالترغيب والترهيب آمنوا بالقرآن؛ لأنه تنزيل العزيز، فاحذروا أن تكفروا به، فيأخذكم أخذ عزيز مقتدر وآمنوا بالقرآن؛ لأنه تنزيل الرحيم؛ ليدخلكم في رحمته
لِتُنْذِرَ اللامُ لام التعليل، لماذا أنزل الله تعالى على نبيه القرآن؟ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ والإنذار هو الإعلام المصحوب بالتخويف والله تعالى أرسل رسوله بشيرًا ونذيرًا، ولكن القوم في أول الرسالة أحق بالنذارة، وليسوا أهلاً للبشارة
لِتُنْذِرَ قَوْمًا أي تخوفهم عاقبة الكفر، وعاقبة الشرك الذي هم واقعون فيه، لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ ما أتى آباءَهم قبلك من نذير، وما أُنزل عليهم قبلك من كتاب، فلذلك هم قوم غافلون عن الحقيقة، غافلون عن التوحيد، غافلون عن الإيمان، غافلون عن القرآن
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ، والمراد بالحق ما بيَّنه قوله تعالى قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ص وأما القول فيوضحه قوله تعالى وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ السجدة ، فلماذا حقَّ القول عليهم فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ؟ لأنهم حقت عليهم كلمة العذاب، فلذلك لا يؤمنون؛ لأنهم لو آمنوا لَنَجَوْا من العذاب، والله قدَّر عليهم العذاب في سابق علمه؛ ولذلك فهم لا يؤمنون؛ حتى يستحقوا العذاب
وفي قوله تعالى لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ دلالة على أَن الكفار أكثر من المؤمنين، وأن أهل النار أكثر من أهل الجنة، ويدلك على ذلك قول النبي «يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة يا آدم؛ فيقول لبيك وسعديك، والخير في يديك، فينادى بصوتٍ «إِنَّ اللهَ يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثًا إلى النار» قال يا رب وما بعث النار؟ قال «من كل ألف تسعمائة وتسعةُ وتسعون» البخاري ، ومسلم
إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ الأغلال جمع غُلّ، وهي قيود من حديد تُوضع في الأيدي، ثم توضع الأيدي في العنق، فُوضعت أيديهم المغلولة تحت أذقانهم، فجعلت رءوسهم إلى أعلى، يقال أقمحت الدآبة، إذا أخذت بلجامها فرفعت رأسها، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ تحت أذقانهم، رافِعة رءوسهم، فهم مقمحون، ومن رفع رأسه وهو يسير في الطريق فإنه لا يرى ما أمامه
وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ، ومثل هذا كيف يرى آيات الله سبحانه وتعالى، ودلائل قدرته، وعجائب صنعه، حتى يستدل بها على أنه لا إله إلا الله، أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ الغاشية ، فدلائل التوحيد كثيرة، ولكن الله تعالى صرف قلوب القوم عنها، جزاءً وفاقًا، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ المنافقون ، وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ الأنعام ، فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ الصف ، فصَرْفُهم عن رؤية آيات الله ودلائل توحيده كان عقابًا من الله لهم؛ لأن الله تعالى وهبهم الحواسّ، ووهبهم العقل والسمع والبصر؛ حتى يتعرفوا بها على عجيب قدرة الله، فيشهدوا أَنَّه لا إله إلا الله إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ آل عمران ، فهذا هو اعتقاد أولي الألباب رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً ، أما الكفار فهم يظنون أن الله خلق الخلق بالباطل، فكذَّبهم الله فقال وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ص
فإذا كانت هذه حالهم فـ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ البقرة ؛ لأَن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم، فمن يهديهم من بعد الله؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ فلما أعرضوا عن آيات الله ونسوها، ونسوا ما قدمت أيديهم، عاقبهم ربهم إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا الكهف
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ الإنذار وعدمه عندهم سواء، التخويف وعدم التخويف عندهم سواء، قال تعالى وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا الإسراء
ولما نزل قوله تعالى إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ الدخان ، جاء أبو جهل لعنه الله وقال يا معشر قريش محمد يخوِّفكم بالزقوم، أتدرون ما الزقوم؟ إنه التمر والزبد، ودعا بالتمر والزبد، وأخذ يأكل، ويقول هذا هو الزقوم أوليس قد ختم الله على قلبه فلا يخاف؟
إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ أي القرآن الحكيم، وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ دون أن يراه، يخاف من الله في سرّه، كما يخاف من الله في علانيته؛ لأنه يراقب الله لا يراقب الناس، فالسر والعلانية عنده سواء، يترك في سره ما يترك في علانيته؛ لأن المؤمنين ليسوا منافقين، فالمنافقون يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ النساء ، أما المؤمنون فإنهم يخشون ربهم بالغيب دون أن يروه، ويخشونه في سرهم وفي خلوتهم؛ لأنهم يعلمون أن الله سميع بصير، لطيف خبير
فَبَشِّرْهُ بشِّرِ الذي إذا ذُكِّر تذكَّر، كما قال تعالى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ الزمر ، فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ لذنوبه وَأَجْرٍ كَرِيمٍ على صالح أعماله، فالله يغفر لهم الزلات، ويثيبهم على الحسنات إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ فاطر ، يغفر كثيرًا من الزلات، ويثيب على القليل بالحسنات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بين يدي السورة
سورة يس سورة مكية، شأنها شأن السور المكية في الاهتمام بترسيخ العقيدة، وبيان أصول الدين وأركان الإيمان، وقد ركزت السورة على الأصول الثلاثة التوحيد، والوحي والرسالة، والبعث بعد الموت
واستُفتحت بالحديث عن الوحي والرسالة يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وخُتمت بالحديث عن الوحي والرسالة وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ
ثم ضربت مثل أصحاب القرية، ضربت هذا المثل للمؤمنين بالرسل ولمكذبيهم، ثم تحدثت عن التوحيد في قول مؤمن آل ياسين وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ
وركزت أيضًا على الحديث عن الألوهية، والعيْب على المشركين؛ لأنهم ألَّهوا غير الله، وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ
ثم ركزت على الأصل الثالث من أصول الدين، وهو البعث بعد الموت، وأطالت الحديث فيه، وذكرت دلائله وبراهينه، وخُتمت بالإنكار على الذين ينكرون البعث، ولفتت أنظارهم إلى دلائل قدرة الله على البعث
وقد تعلقت بسورة يس بدعٌ وشركيات
أما البدع فقد بُنِيَتْ على أحاديث ضعيفة، لا تصح عن النبي ، وهي قراءة سورة يس على الأموات ساعة الاحتضار، وعند الدفن، وبعد الدفن، وعند الزيارة وغير ذلك، وكل ذلك بُنِيَ على أحاديث لا تصح، منها اقرؤوا يس على موتاكم يس لما قُرئت له لكل شيء قلب، وقلب القرآن يس إلى غير ذلك مما لم يثبت عن النبي في فضائل سورة يس
أما الشركيات التي تعلقت بسورة يس؛ فأبرزها ما كان مشتهرًا قديمًا بعِدِّيَّةِ يس، وهي أن يقرؤوا يس بصفة لم تثبت عن النبي ، حيث إنهم يقرؤونها، ويرددون آيات معينة منها كذا مرة، ثم يقرؤون الدعاء المعروف بعِدِّيَّة يس، وفيه من الشرك ما فيه، ومنه قولهم
يا جيرة الحي أغيثوا فتًى
منكم، بكم يرجو بلوغ الأملا
وهذه استغاثة بالجن، واستعانة بالشياطين، وهذا شرك أكبر، لا يغفره الله سبحانه وتعالى
تفسير الآيات
قوله تعالى يس الياء والسين حرفان من الحروف المقطعة التي افتتح الله تبارك وتعالى بها سورًا من كتابه، وقد ذُكرت الياء في مطلع سورة مريم كهيعص ، وذُكرت السين في مطلع سورة النمل طس
فـ يس حرفان من الحروف المقطعة، والحرفان ليسا من أسماء النبي ؛ فقد قال رسول الله «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي، وَأَنَا الْحَاشِرُ، وَأَنَا الْعَاقِبُ» البخاري ، ومسلم
ولم يصح عنه أَنَّهُ ذكر من أسمائه يس، فـ يس و طه من الحروف المقطعة تساوي طس ؛ فكلها حروف مقطعة افتتح الله تعالى بها سورًا من كتابه، اختلف العلماء في المراد بها اختلافًا كثيرًا، والراجح والله أعلم بأسرار كلامه أَنَّ المراد بها هو الإشارة إلى أَنَّ هذا القرآن كلام رب العالمين، وليس كلام محمد كما زعموا، والدليل على ذلك أنه مؤلَّف من هذه الحروف التي يتألف منها كلام العرب، ومحمد واحد من جنسهم، فلو كان أتى بهذا القرآن من عنده فلن يعجزوا مجتمعين أن يأتوا بمثل ما جاء به محمد، فإذا عجزوا كان محمدٌ أعجز، وثبت بذلك أَنْ القرآن كلام الله رب العالمين نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ الشعراء
يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ قال بعض السلف ما أقسم الله على نبوة نبي من أنبيائه إلا محمد وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الفتح ، يؤكد هذا بالقسم
والقسم العظيم بـ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ الحكيم، أي ذي الحكمة، أو الناطق بالحكمة، وهو اسم فاعل، أو اسم مفعول أي محكم، وهو حكيم ومحكم، كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ هود
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ يا نبينا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ، فلستَ بدعًا من الرسل، وإنما أنت واحد من جملتهم، كما قال له جل وعلا قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ الأحقاف
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ لا اعوجاج فيه
تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ تنزيلَ بالنصب على أنها مصدر، يقال نزَّل يُنزِّل تنزيلاً، وبالرفع تنزيلُ على أنها خبر لمبتدأ، تقديره هو والقرآنِ الحكيمِ الذي هو تنزيلُ العزيز الرحيم سبحانه وتعالى
وجَمَع بين العزة والرحمة؛ فهو يدعو الناس إلى الإيمان بهذا القرآن، وبهذا الرسول الذي أنزل عليه القرآن، بالترغيب والترهيب آمنوا بالقرآن؛ لأنه تنزيل العزيز، فاحذروا أن تكفروا به، فيأخذكم أخذ عزيز مقتدر وآمنوا بالقرآن؛ لأنه تنزيل الرحيم؛ ليدخلكم في رحمته
لِتُنْذِرَ اللامُ لام التعليل، لماذا أنزل الله تعالى على نبيه القرآن؟ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ والإنذار هو الإعلام المصحوب بالتخويف والله تعالى أرسل رسوله بشيرًا ونذيرًا، ولكن القوم في أول الرسالة أحق بالنذارة، وليسوا أهلاً للبشارة
لِتُنْذِرَ قَوْمًا أي تخوفهم عاقبة الكفر، وعاقبة الشرك الذي هم واقعون فيه، لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ ما أتى آباءَهم قبلك من نذير، وما أُنزل عليهم قبلك من كتاب، فلذلك هم قوم غافلون عن الحقيقة، غافلون عن التوحيد، غافلون عن الإيمان، غافلون عن القرآن
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ، والمراد بالحق ما بيَّنه قوله تعالى قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ص وأما القول فيوضحه قوله تعالى وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ السجدة ، فلماذا حقَّ القول عليهم فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ؟ لأنهم حقت عليهم كلمة العذاب، فلذلك لا يؤمنون؛ لأنهم لو آمنوا لَنَجَوْا من العذاب، والله قدَّر عليهم العذاب في سابق علمه؛ ولذلك فهم لا يؤمنون؛ حتى يستحقوا العذاب
وفي قوله تعالى لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ دلالة على أَن الكفار أكثر من المؤمنين، وأن أهل النار أكثر من أهل الجنة، ويدلك على ذلك قول النبي «يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة يا آدم؛ فيقول لبيك وسعديك، والخير في يديك، فينادى بصوتٍ «إِنَّ اللهَ يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثًا إلى النار» قال يا رب وما بعث النار؟ قال «من كل ألف تسعمائة وتسعةُ وتسعون» البخاري ، ومسلم
إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ الأغلال جمع غُلّ، وهي قيود من حديد تُوضع في الأيدي، ثم توضع الأيدي في العنق، فُوضعت أيديهم المغلولة تحت أذقانهم، فجعلت رءوسهم إلى أعلى، يقال أقمحت الدآبة، إذا أخذت بلجامها فرفعت رأسها، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ تحت أذقانهم، رافِعة رءوسهم، فهم مقمحون، ومن رفع رأسه وهو يسير في الطريق فإنه لا يرى ما أمامه
وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ، ومثل هذا كيف يرى آيات الله سبحانه وتعالى، ودلائل قدرته، وعجائب صنعه، حتى يستدل بها على أنه لا إله إلا الله، أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ الغاشية ، فدلائل التوحيد كثيرة، ولكن الله تعالى صرف قلوب القوم عنها، جزاءً وفاقًا، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ المنافقون ، وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ الأنعام ، فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ الصف ، فصَرْفُهم عن رؤية آيات الله ودلائل توحيده كان عقابًا من الله لهم؛ لأن الله تعالى وهبهم الحواسّ، ووهبهم العقل والسمع والبصر؛ حتى يتعرفوا بها على عجيب قدرة الله، فيشهدوا أَنَّه لا إله إلا الله إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ آل عمران ، فهذا هو اعتقاد أولي الألباب رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً ، أما الكفار فهم يظنون أن الله خلق الخلق بالباطل، فكذَّبهم الله فقال وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ص
فإذا كانت هذه حالهم فـ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ البقرة ؛ لأَن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم، فمن يهديهم من بعد الله؟ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ فلما أعرضوا عن آيات الله ونسوها، ونسوا ما قدمت أيديهم، عاقبهم ربهم إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا الكهف
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ الإنذار وعدمه عندهم سواء، التخويف وعدم التخويف عندهم سواء، قال تعالى وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا الإسراء
ولما نزل قوله تعالى إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ الدخان ، جاء أبو جهل لعنه الله وقال يا معشر قريش محمد يخوِّفكم بالزقوم، أتدرون ما الزقوم؟ إنه التمر والزبد، ودعا بالتمر والزبد، وأخذ يأكل، ويقول هذا هو الزقوم أوليس قد ختم الله على قلبه فلا يخاف؟
إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ أي القرآن الحكيم، وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ دون أن يراه، يخاف من الله في سرّه، كما يخاف من الله في علانيته؛ لأنه يراقب الله لا يراقب الناس، فالسر والعلانية عنده سواء، يترك في سره ما يترك في علانيته؛ لأن المؤمنين ليسوا منافقين، فالمنافقون يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ النساء ، أما المؤمنون فإنهم يخشون ربهم بالغيب دون أن يروه، ويخشونه في سرهم وفي خلوتهم؛ لأنهم يعلمون أن الله سميع بصير، لطيف خبير
فَبَشِّرْهُ بشِّرِ الذي إذا ذُكِّر تذكَّر، كما قال تعالى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ الزمر ، فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ لذنوبه وَأَجْرٍ كَرِيمٍ على صالح أعماله، فالله يغفر لهم الزلات، ويثيبهم على الحسنات إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ فاطر ، يغفر كثيرًا من الزلات، ويثيب على القليل بالحسنات
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
رد: تفسير سورة يس
جزيت خيراً
واثق الخطى- مشرف قسم الصور
- رقم العضوية : 42
عدد المساهمات : 100
نقاط : 220
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
رد: تفسير سورة يس
الـلـه يعطيك العافـيـه
ضوء القمر- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 75
نقاط : 112
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 13/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى